رواية القوقعة " عندما يتجرع الإنسان الذل"..!!
كنت قد سمعت كثيراً عن رواية الكاتب السوري مصطفى خليفة " القوقعة" تلك الرواية التي خطها بدمه أثناء فترة حبسه في سجون حافظ الاسد في ثمانينات القرن الماضي والتي تجاوزت ال 13 عاماً ..وكل ذلك بسبب تهمة " غير مقنعة" الا وهي تشابه اسماء...
الرواية وصفت كل ما شاهده الكاتب من التعذيب والذل على ايدي النظام السوري انذاك ..وانا كقارئ كرهت نفسي واصابني الإكتئاب من تلك الواية ..لا لشيء وانما من قسوة المشاهد وطرق التعذيب التي وصفها الكاتب ...ووجدت تلخيص لهذه الرواية في الانترنت يصف على الاقل ما احتوته هذه الرواية ..
- الرواية كُتبت بإسلوب أدبي بديع، ولم تخلو من ملاحظات، وقد ملئت بالأحداث والمشاهد المثيرة، التي تفسر لك ما تراه يحدث الآن في سوريا الجريحة.
- بدأت أحداث الرواية منتصف ثمانينات القرن الماضي، وانتهت أواخر التسعينات، وأكلت من عمر بطلها 13 سنة و3 أشهر !
- مصطفى خليفة سوريٌ نصراني، درس في فرنسا 6 سنوات، ثم عاد لبلده ليعمل في الإخراج السينمائي، اتهموه بتهمة مضحكة، وبعد 13سنة اكتشفوا الخطأ !
- نزل في المطار فتلقفته عصابات الأسد، وقبل التحقيق بدأوا بتعذيبه تعذيبا مروعا، واتهموه بالانتماء لجماعة (الإخوان المسلمين)، مع أنه نصراني !
- حاول إفهام زبانية السجن بالخطأ فقابلوه بالتجاهل، بل أحدهم جعل ذلك ذريعة لزيادة العذاب وقال: (مسيحي وعامل إخوان مسلمين!) وأمر بزيادة الجلد.
- أراد استعطاف أحدهم فقال له: (من شان محمد). فردّ الخبيث: (هو في حدا خرب بيتنا غير محمد) صلى الله عليه وسلم، ورفع مقامه عن إلحاد الكافرين.
- نقلونا لسجن تدمر الصحراوي مع 91 سجين، استقبلونا بالتعذيب، قتلوا 3 في أول يوم، ثم مات 10 متأثرين بجراحهم، وأصيب اثنان بشلل دائم !
- أخذت نصيبي من العذاب الذي لا يوصف، ودخلت في غيبوبة لمدة 6 أيام، وبعد الإفاقة لم أستطع التحرك شهرا، وأخبرني الطبيب أنني شارفت على الموت مرارا.
- في السجن آلاف المساجين، من عمر 11 حتى 80، أطباء، ضباط، مهندسون، مرضى، مجانين. والتعذيب والإعدام يومي، أحدهم تلقى ضربة سوط على وجهه فقأت عيناه !!
- منعوا الحركة والكلام والصلاة، وعقوبة المخالفة 500 جلدة، لكنني أشهد أن المسلمين لم يفوتوا ولو صلاة واحدة، كانوا يصلوّن فرادى مضطجعين !
- كان لدى الشباب المسلم أخلاق عالية، ومن شهامتهم أن المريض أو الكبير الذي تقع منه مخالفة يفدونه ويتلقون الـ 500 جلدة بدلا عنه ! حتى أنا فعلوا ذلك معي.
- إذا نادوا بأسماء من سيعدم قاموا وتوضأوا وصلّوا ركعتين وودعونا، ثم خرجوا والابتسامة تعلو وجوههم ! راقبت ابتساماتهم فإذا هي حقيقية غير مصطنعة.
-عند تنفيذ الإعدام نسمع تكبيراتهم، ثم انقطعت التكبيرات من بقية المعدمين فاكتشفنا أنهم صاروا يلصقون لاصقا على أفواههم خوفا من تلك التكبيرات !!
- أبو محمد ضابط سابق، سمعوه يقول: (فلان شهيد) أخذوه وأهانوه، انتفض وانهال عليهم ضربا بالعصى التي انتزعها من يد أحدهم، فقتل اثنان ثم قتلوه.
- أكثر ما آلمني عندما أراهم يقومون بضرب أحد المشلولين، الذي يتأوه ويحاول تفادي الضرب، لكنه لا يبرح مكانه، ولا يجد في قلوبهم مكانا للرحمة!
- مسجون تضخمت عنده الزائدة الدودية وكادت تنفجر، رفضوا علاجه، فقام جراح مسجون وبعض الشباب بإجراء عملية الاستئصال بأدوات بدائية، فنجى.
- يخرجوننا آخر الليل ويوقفوننا في الساحة عراة تماما، ويصبون الماء علينا، فمن تجمد وسقط قالوا: (أدفئوه). فينهالون عليه بالسياط الملتهبة.
- قام سجان باصطياد فأرة، ثم نادى سجين وأجبره على ابتلاعها !!! ثم صارت بدعة تابّعه عليها بقية المجرمين، وتنوعت الأوساخ المبتلعة: صراصير، سحالي .
-كان السجانون من أبناء الجبال والساحل، لهجتهم ثقيلة وتصرفاتهم غليظة، يستحيل أن تجد واحد من أبناء المدن الكبيرة، وكل فترة يأتون بجدد.
- أول ما يأتي السجّانون الجدد يفاجؤون بمشاهد التعذيب والقتل، وبعضهم يستفرغ من هول ما يرى، لكنهم سرعان ما يصيرون كسابقيهم أو أشد إجراما.
- حتى طبيب السجن كان مجرما، إن عرف أحدا من زملاء الدراسة عذبه وقتله !! إن السؤال المحير الكبير هو: (من أي نوع من الكائنات هؤلاء الوحوش) ؟؟
- يشغلون الأغاني الوطنية ويجبرون السجناء على ترديد: (بالروح بالدم، نفدي رئيسنا المحبوب) وأحدهم سمعته يقول: (الرئيس قبل الله نعبده) تعالى الله وتقدس.
- أخيرا سمحوا بزيارة أخي، ضممته وأجهشنا بالبكاء. انتبهتُ لشابة تحمل طفلها وتبكي بجانبنا ! قال: هذه ابنتي (لينا) التي كانت لا تفارقك. وكان عمرها 5 سنوات!! فارتمت علي تبكي !
- بعد هذه الـ 13 سنة المريرة خرجت، بعد أن توسط لي خالي الشيوعي الذي أصبح وزيرا، وأخبرني المسؤول بأن سجني كان نتيجة خطأ !! (ياله من خطأ!!)
- انطلقت للمنزل، وجدت قريبنا، بحثت عن أمي وأبي وكلي شوق لهما، رأيت الحيرة على وجه القريب، سألته عنهما فأخبرني أنهما ماتا منذ سنوات .
- حطموا حياتي وقضوا على آمالي، استوحشت من الناس، وانكفأت على نفسي, رفضت العمل والزواج، وصرت أقضي أوقاتي بين التدخين ومشاهدة المسلسلات .
- هذه شذرات من رواية (القوقعة) وفيها أحداث لم أستطع اختصارها، وأخرى أنزه أذواقكم عنها ... وأختم بقول الحق: {لايغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد، متاع قليل ثم مأواهم جهنم}.
. . والرواية متوفرة على النت . .
